حوار- هيثم عرابي، إعداد- أحمد التيمومي:
لا تحظي مباراة كرة القدم بين المنتخب المصري ونظيره الجزائري التي تقام في الرابع عشر من نوفمبر الجاري في ختام مباريات المجموعة الثالثة لتصفيات مونديال جنوب أفريقيا 2010، لا تحظي باهتمام الجماهير الرياضية المصرية والجزائرية وحتى رجل الشارع العادي فحسب بل وصل الاهتمام بها لأعلي المستويات في البلدين الشقيقين لذا كان يجب أن يكون المسئول الأول عن الرياضة المصرية ضيفاً علي ليكشف العديد من الجوانب ويجيب علي العديد من التساؤلات ويتحدث عن العديد من النقاط التي تطرح نفسها علي الساحة الآن خصوصاً ما يتعلق منها بالحرب الإعلامية "الشرسة" الآن بين الجانبين وكذلك ترتيبات المجلس القومي للرياضة لاستقبال المنتخب الجزائري الشقيق وجماهيره كأفضل ما يكون ترسيخاً للعلاقة التاريخية التي تربط شعبي وحكومتي البلدين العربيين.
المهندس حسن صقر قائد منتخب مصر في كرة اليد سابقاً وأول رياضي يتولى منصب رئيس المجلس القومي للرياضة تحدث عن هذا اللقاء والاتصالات والمشاورات والتنسيق مع الجانب الجزائري من اجل خروج اللقاء المرتقب بصورة تتفق مع الأخلاق الرياضية من جانب والعلاقات القوية التي تربط شعبي ومسئولي البلدين من جانب أخر.
كما تحدث كذلك عن الدعم اللامحدود الذي يجده نجوم المنتخب وجهازيهم الفني و الإداري من المسئولين الرسميين علي أعلي مستوي وعن المكافآت التي تنتظر الفريق حال نجاحه في تحقيق حلم ملايين المصريين.
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
رجل الشارع الرياضي في مصر لا حديث له الآن إلا عن لقاء مصر و الجزائر ... فماذا تمثل المباراة للمسئول الأول عن الرياضة في مصر؟
هو تحدي رياضي ليس إلا ومباراة رياضية لا أكثر ولا اقل، تماما مثل تحدي 2006 و2008 وكاس القارات. مباراة كرة قدم ولا يجب أن تأخذ وصف غير ذلك.
المبادرات الإيجابية من بعض الإعلاميين في البلدين لتخفيف حدة الشحن بين جماهير مصر والجزائر هل تراها قادرة علي تلطيف الأجواء قبل اللقاء المرتقب؟
والله هذه أشياء ايجابية وهذا هو المطلوب من الإعلام ان يساعد ولابد أن يكون الإعلام في البلدين علي قدر المسئولية. نحاول علي قدر استطاعتنا إبراز روح الإخوة والعلاقة الجيدة بين الطرفين ولكن الإعلام هو المؤثر الأول بالنسبة للجماهير. دعنا نكون متفقين في هذه النقطة.
هناك توجيهات للحكومة تتركز علي ضرورة أن يكون الإعلام علي مستوي المسئولية والمسئولية هنا عدم زيادة حدة التعصب.
وما رأي سيادتكم في بعض الإعلاميين في الصحف والقنوات الذين يحاولون إشعال الأجواء بين المنتخبين الشقيقين؟
كما نتحدث عن الأمور الإيجابية لابد أن نواجه الجوانب السلبية. رسالة الإعلام لا تتجزأ. فهي تحفيز اللاعبين وليس اهانة المنافس.
علي الأعلام أن يحفز ويساعد منتخب بلده دون المساس بمنتخب البلد الأخر. وهذا ما كنا نعاني منه اثناء سفر فرقنا الرياضية للخارج.
العالم العربي ينظر لمصر كشقيقة كبري ونحن كمسئولين نراعي ذلك جيدا وليس معني هذا أننا نتساهل في حقنا. لدينا صبر كبير كمسئولين. الجمهور المصري مسالم ونحن كمسئولين نحاول علاج الأمور التي تخرج عن النظام ولابد للإعلام أن يساعدنا في تحقيق ذلك.
ما هو دور المجلس القومي للرياضة في توفير الأجواء التي تساعد علي خروج اللقاء بصورة حضارية تتناسب مع الأخلاق والروح الرياضية وتوفير حسن ضيافة تليق ببلدين شقيقين؟
التقيت السفير الجزائري في مصر أكثر من مرة واستقبلت رئيس الاتحاد الجزائري السيد/ محمد روراوة في وجود الكابتن سمر زاهر والمهندس هاني ابوريدة في مكتبي ورتبنا لمؤتمر صحفي شاركت فيه 17 قناة فضائية وصحف عالمية وأصدرنا بيان أكدنا فيه علي عمق العلاقات بين البلدين وأن اللقاء سيخرج نظيفا.
شخصيا حضرت احتفال العيد القومي لتحرير الجزائر واحتفلت مع الجالية الجزائرية بعيد الاستقلال الخامس والخمسون وقدمت لهم تهنئة الحكومة المصرية بهذا الحدث.
دور المجلس القومي سياسي في المقام الأول ولابد أن نبرز دور الحكومة وترحيبها بالأشقاء الجزائريين، وأكرر علي الإعلام أن يساندنا في هذه الأمور.
هل هناك تنسيق بينكم وبين وزير الرياضة الجزائري الهاشمي جيار بخوص استقبال المنتخب الجزائري الشقيق ومشجعيه؟
بالطبع. طلبوا منا 2000 تذكرة ولبينا طلبهم علي الفور وبمجرد طبع التذاكر سيتم إرسالهم للسفارة الجزائرية وهذا ما تم الاتفاق عليه بيني وبين السفير الجزائري.
أرسلنا له خطابا رسميا يفيد موافقتنا علي تخصيص 2000 تذكرة للجماهير الجزائرية، وإن شاء الله تصله في موعد مناسب حتى يمكنه إرسالها للجزائر وسيتم تخصيص مدرج خاص للجماهير الجزائرية الشقيقة لها مداخل ومخارج خاصة. هناك تنظيم علي مستوي عال و الأمن يقوم بدور ايجابي ويساعد في هذه الأمور.
هل هناك مكافآت خاصة من المجلس ستمنح لنجوم المنتخب وجهازهم الفني والإداري حال تحقيقهم لأمال الجماهير المصرية؟
كل الأمور واردة. الحكومة لم تتأخر عن مكافأة المميزين ولاعبونا لديهم حافز ويستحقوا بلوغ النهائيات. المنتخب الذي حقق كأس الأمم في 2006 و2008 وحقق نتائج وأداء جيد في كأس القارات هذا العام قادر بكل تأكيد علي بلوغ النهائيات. من العدل أن نصل لكأس العالم ولدي نجومنا الحماس الكافي لبلوغ النهائيات وهناك العديد من النجوم يريدون أن يختتمون مشواراهم بهذا الإنجاز الكبير وهم ليسوا في حاجة إلي مكافآت إضافية لتحقيق هذا الهدف وفي كل الأحوال الدولة لا يمكن أن تبخل عليهم ونحن معهم وحال تحقيق الهدف سنخصص لهم مكافآت مجزية جدا.
بعيداً عن منصبكم الرسمي و كأحد الرياضيين المرموقين كيف تري اللقاء؟ و ما هي نصيحتكم لنجوم منتخبنا؟
اجتمعت باللاعبين و الجهاز و الفني و الإداري (الأربعاء) في أسوان علي هامش لقاء مصر و تنزانيا الودي، وطالبتهم بهدوء الأعصاب وتأدية المطلوب منهم ومعرفة أن 80 مليون مصري وراءهم وهناك مسئولية علي عاتقهم، كما أن هناك مساندة من القيادة السياسية ومتابعة مستمرة من الرئيس مبارك وأنا بدوري انقل لهم مساندته لهم باستمرار.
حققت الرياضة المصرية نجاحات متعددة أثناء توليكم منصب رئيس المجلس القومي للرياضة فهل تري أن صعود منتخبنا لنهائيات المونديال بعد غياب 20 عاماً سيمثل قمة هذه النجاحات؟
بكل تأكيد أي خطوة و إنجاز يمثل إضافة للرياضة المصرية. وكرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولي في مصر ولذلك يكون صدي الإنجازات الكروية علي السطح. واتمني ان نفوز باللقاء القادم ونصل لمونديال جنوب أفريقيا أن شاء الله.
هل كان لسيادتكم دور في تخفيض أسعار التذاكر بعد شكوى البعض من المبالغة فيها؟
اجتمعت مع الكابتن سمير زاهر في حضور مجموعة من أعضاء الاتحاد واتفقنا علي ضرورة تذليل عقبة زيادة الأسعار وتخفيض التذاكر بقيمة 50%. بالنسبة للدرجتين الثانية والثالثة من 100 إلي 50 للثانية ومن 30 إلي 15 بالنسبة للثالثة. و أعتقد أنها أصبحت معقولة وهذا يمثل لنا بعد اجتماعي لابد أن نراعيه من اجل الحضور الجماهيري الأهم بكثير من الأمور المادية.
يري البعض أن الرياضة في مصر عموما و كرة القدم خصوصا تمثل أهمية للمواطن المصري تزيد عن أهمية الأمور السياسية والاقتصادية .. هل تتفق معي في هذا الرأي؟
الرياضة هامة في كل العالم و ليس في مصر فقط حيث تحظي باهتمام كبير. نحن نهتم بكل أنواع الرياضة وننميها لأنها حق لكل مواطن وأصبحت صورة من صور التقدم الحضاري. هناك العديد من الملاعب المفتوحة والدعم للأندية الشعبية وتطوير للملاعب والصالات المغطاة وحمامات السباحة وهذا سينعكس بالإيجاب علي مستقبل الرياضة المصرية في الفترة القادمة.